.

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

السبت، 27 يناير 2018

العلاج الذاتي للوسواس القهري.. كيف تعالج نفسك بنفسك



تبدأ الوساوس دائما بسيطرة فكرة غير منطقية تماما على المريض، فكرة يتوهم المريض صحتها مائة بالمائة بينما هي مجرد مبالغات وتضخيمات واحيانا مجرد أوهام لا معنى لها، ويقول الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسي وعلاج الإدمان، إن الكثيرين من المرضى النفسيين يخشون اللجوء إلى المعالج النفسي خشية اتهامهم بالجنون، ويعتبر مرض الوسواس من الإصابات التي يمكن للمريض إدراكها بذاته، فالمريض قد يكون مدركا لتفاهة الفكرة.. ولكن المشكلة مع بعض المرضى الذين يظنون أن فكرتهم الوسواسية صحيحة ومبررة..
لذلك هناك العديد من الاتجاهات والدراسات لوضع استراتجية ومنهجية للعلاج الذاتي للنفس، حيث أصبح بإمكان أي شخص أن يعالج نفسه من الأفكار والأفعال القهرية، من خلال التحرر من أمراض الوسواس القهري، وذلك عن طريق تعلم بعض الحقائق حول هذا المرض، فكلما زادت المعرفة كلما زادت قدرة الإنسان على المقاومة والعلاج السريع.

الخطوة الأولى:

الخطوة الأولى هي أن يمتلك المريض عزيمة و رغبة كاملة في طرد الوساوس التي تنكد عليه حياته، وان يعرف جيدا بأنها افكار لا صحة لها، قد يجادل البعض بأن افكارهم حقيقية ولكنها تلح عليهم أكثر من الطبيعي، فهم يعترفون بأنهم مرضى بالوسواس ولكن يعتقدون بأن أساس الفكرة صائب وصحيح، ولهؤلاء نقول: لا وجود لفكرة وسواسية صائبة على الإطلاق، فكل الافكار الوسواسية هي باطلة قطعا وغير صحيحة. عليك إذن الاعتقاد بأن أفكارك خاطئة ومبالغ بها، هل تريد دليلا على ذلك؟ انظر الخطوة التاليه.. بعد أن تكون لك الرغبة والقرار الحاسم في مواجهة وسواسك.


الخطوة الثانية:
هناك ملايين الناس غيرك على هذا الكوكب، جميعهم تعرضوا لمشاكل وتحديات، وجميعهم يعرف ما تعرف ويختبر ما تختبر ولا شك أنهم واجهوا يوما ما واجهك، فلماذا لم يكونوا مصابين بالوسواس القهري؟ إن كنت تشكو من وسواس قهري باعتقادك مثلا أن الأمراض ستنتقل إليك إن لامست الأبواب.. لماذا إذن لا يمرض الناس الآخرون حين يفتحون الأبواب يا ترى؟
أو إن كان لديك مثلا وسواس في اعتقادك الديني، لماذا لا يوسوس الآخرون بمعتقداتهم ولم تختف الأديان بل بقيت لقرون ولا تزال؟
أو كمثال آخر حين يكون مثلا وسواسك متعلقا بمديرك في العمل، كأن تراه شخصا بغيضا، أو مستهترا، إنه شيطان بعينك، ولكن لماذا لا تسأل نفسك لماذا الآخرون من حولك يتواصلون معه وبعضهم يراه إنسانا طيبا؟ وعلى فرض أنه أسوأ إنسان على وجه الأرض لماذا تحمل أنت همّ كونه سيئا؟ وكيف أتأكدت على وجه اليقين من ذلك أصلا؟؟
لاحظ أن كل فكرة وسواسية هي فكرة غير صحيحة ولا تبرير لها...
وعليه فالخطوة التالية أن يدرك بأن تفكيره عبثي و غير مبرر لأن أفكاره غير صحيحة، وغير مبررة.

الخطوة الثالثة:

المرحلة التالية بعد الاقتناع بأن الفكرة الوسواسية غير صحيحة وأن ما يقوم به المريض لا مبرر له، ينتقل عندها الى مواجهة الفكرة، فالهروب يعني بقاء الوسواس إلى ما لا نهاية، وكلما خفنا منه ازدادا سوءا وتطاول زمنيا، وصعب علاجه، فالمبدأ العلمي الصحيح لدينا هو: التعرض إلى المسبب ومنع الاستجابة..
ومعنى ذلك أن يواجه المريض وسواسه ومواضيع الوسواس وكل ما يتصل به، ويبدأ بما هو أقل فاقل ويحقره ويستهين به، و يقول لنفسه: إنه لا معنى لأن أخاف من هذه الفكرة، ما الذي يعنيه لو فكرت بها أو واجهتها أو لمستها، ثم يحاول منع الاستجابة، والاستجابة نقصد بها إما غسل اليدين أو التكرار أو الخوف أو التفكير الذهني الشديد.. هذا يعني علي مواجهة الشيء الذي اخافه ولا اقوم بأي رد فعل تجاه ذلك فترة زمنية أحددها ثم اجعلها أطول في المرة التالية وهكذا إلى أن اصل إلى الحالة التي امتنع بها تماما عن القيام بأي رد فعل.
كمثال بسيط  هناك من يعانون من مشكلة مع الاتساخ، ويعملون على غسل أيديهم بصورة مستمرة، يجب أن يتعلموا كيفية ترك أيديهم متسخة لفترة طويلة من الوقت، ثم ينظفونها بعد وقت معين يزداد بالتدريج.

الخطوة الرابعة:

الآن ياتي دور استبدال الأفعال المريضة بردود أفعال جديدة بنّاءة، فالقاعدة الأساسية هي عندما يفهم المريض معنى هذه الأفكار والأفعال القهرية يستطيع أن يتعلم كيفية السيطرة على المخاوف والقلق الناتج عن هذا المرض وبالسيطرة على مخاوفك تستطيع التحكم في سلوكياتك بطريقة أفضل.
استبدل الفكرة الوسواسية بفكرة أخرى جميلة، كأن افكر في منظر طبيعي شاهدته يوما، أو أتذكر ذكريات جميلة مع صديقي أو قريبي، أو أي شيء آخر، ولكن بشرط أن لا أجعل هذه الفكرة نفسها تأخذ نوعا من الوسوسة الذهنية، أو تصبح جزءا غير ذات أهمية، فبعض المرضى يستحضرون بالفعل أفكارا جميلة، ولكن بدون تحقير وتجاوز الفكرة الوسواسية ومواجهتها، فتصبح الفكرة الجميلة المستحضرة روتينا يوميا يقومون به بدون فائدة وقد يصبح جزءا من عاداتهم الوسواسية لا أكثر.  
نعم هناك حالات شديدة من الوسواس، ولكن غالبا ما يرافقها أن المريض مقتنع بفكرته الوسواسية و مستسلم لها تماما، قد يدرك بعض المرضى أن الفكرة بحد ذاتها سخيفة ولكنهم لا يتعاملون معها بمنطق كونها سخيفة فعلا، ومثل هؤلاء بحاجة إلى تغيير قواعد تفكيرهم وسلوكهم وإلا بقوا اسرى في قبضة الوسواس القهري طيلة أعمارهم.

بهذه الاستراتيجية يمكن الشفاء تدريجيا من الوسواس القهري، وبنسبة حسب الإحصائيات العلمية تتجاوز 80% ولكن هناك من لا يستجيب إلا بنسبة أقل، وهؤلاء من الممكن استخدام العلاج الدوائي معهم، وافضل تركيبة علاجية هي استخدام واحد من مضادات الاكتئاب، أما في الحالات الشديدة جدا فيضاف إلى ذلك جرعة  بسيطة من مضاد الذهان، ولكن تبقى النتائج غير مضمونة، ما لم يمتلك المريض قناعة كاملة وعزيمة صلبة لمواجهة وساوسه وافكاره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما