.

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الثلاثاء، 9 يونيو 2020

أكذوبة جديدة في علاج كورونا فيروس.

كريم عبد










انشغلت مواقع التواصل في العراق بحديث أدلى به أحد الأطباء من على قناة عراقية، ادعى فيها أن المادة المعروفة باسم MMS2  قادرة على علاج كورونا بشكل تام.  وقد لاقى هذا التصريح من قبل الدكتور وسيم بلاسم وهو يحمل شهادة في الطب والجراحة العامة من جامعة بغداد، ردود فعل متناقضة، ففي حين رحب الكثيرون برأيه معبرين عن قناعتهم بأن المادة المذكورة – والتي لا يعرفها من الأساس أغلب هؤلاء- هي بالفعل علاج ناجع لكورونا، في حين انتقده العديد من الأطباء وذوي الاختصاص.. فما هي هذه المادة المزعومة؟ وما مدى صحة كونها علاجا لفيروس كورونا المستجد؟
وبدورنا نحاول توضيح الصورة للقارئ الكريم قبل أن يتم تضليله بمزاعم غير علمية وتفتقد لأي دليل علمي حقيقي، ونطرح ذلك عبر هذه المجموعة من الأسئلة وأجوبتها.

ما هي مادة MMS ؟
هي اختصار للكلمات الانكليزية الثلاث Miracle Mineral Solution  ومعناها محلول المعجزة المعدنية، وقد (اكتشفها) شخص يدعى جيم همبل، يقيم حاليا في بلدة صغيرة في المكسيك كما كشفه موقع abc news  ليكون خارج سلطة القانون الأمريكي.  وكان بحسب زعمه أنه في إحدى رحلاته الاستكشافية عام 1996 في امريكا الجنوبية وجد أن ثاني اوكسيد الكلور يعالج الملاريا بسرعة فائقة، وانه منذ ذلك الوقت جربه على مختلف الحالات المرضية المعقدة، ونجحت هذه المادة في إزالة تلك الأمراض بشكل كامل، ويضع همبل قائمة طويلة تشمل اغلب الأدواء التي يعاني منها البشر حاليا، وكان اكبر ادعاءاته أنها تعالج الايدز و السرطان.

هل قام همبل بتجارب علمية وقدم  أوراقا بحثية لإثبات مزاعمه العلاجية؟

لم يقم جيم همبل باي من ذلك مطلقا، وكل ما قاله أنه جرب ذلك بنفسه على مئات المرضى، وقام بإنتاج مادتين mms1 – mms2 وتم تسويقهما غالبا في البلدان الفقيرة والنامية.


ما هي مكونات هاتين المادتين؟

تتكون المادة الأولى  MMS1 من أحد مشتقات الهيبوكلوريت وهو هيبوكلوريت الصوديوم (NaOCl) الذي يشيع استخدامه في المبيض المنزلي وبتركيزات حوالي 3-8 ٪. لأنه يتحلل بسهولة لإنتاج كلوريد الصوديوم وكلورات الصوديوم ، اما المادة الثانية MMS2 فهي مشتق آخر من نفس المادة يسمى كالسيوم هيبوكلوريت، وتستخدم بكثرة في معالجة المياه والمسابح.


كيف يفسر البعض فاعلية هذه المادة في علاج الامراض؟

بما أن المواد المذكورة هي مواد شديدة الفاعلية في قتل الجراثيم فإن همبل وأتباعه يرون فاعلية مماثلة لها في قتل مسببات المرض داخل جسم الإنسان.


ما هي الآلية التي يعتقدون أنها تقوم بهذا الدور؟

من المعروف انه عندما يذوب هيبوكلوريت الصوديوم في الماء ينتج حمض هيبوكلوروس ، وهو مؤكسد قوي قادر على قتل العديد من الكائنات الحية الدقيقة وكذلك التفاعل مع مجموعة واسعة من الجزيئات البيولوجية، ويرى المروجون لاستخدامه أن كلوريد الصوديوم عندما يتفاعل مع حمض ضعيف مثل حمض الستريك (كالموجود في عصائر الفاكهة). فإنه ينتج حمض الكلور (HClO 2 ) وهذا يتحلل بدوره إلى ثاني أكسيد الكلور (ClO 2 ) والذي يتحلل بعد ذلك إلى الكلوريت والكلورات (ClO 3 - ) وفي النهاية أيونات الكلوريد التي تعمل على قتل الجراثيم والفيروسات وتخليص الجسم من السموم.


وهل حقا أن مثل هذه العملية تنجح في شفائنا من المرض؟

بالطبع كلا، لأن ما يقولونه هو نصف الحقيقة، أما النصف الآخر الذي يجعل من تناول هذه المواد غير ذي جدوى هو أن هذه الآلية التي تحدث في الخارج لن تحدث في داخل أجسامنا، لأن  ثاني أكسيد الكلور سوف يتحلل قبل وقت طويل من وصوله إلى مكان المرض،وربما يكون الاستثناء الوحيد المفترض نظريا هو علاج التهاب الحلق حيث يمر به عند شرب المادة، ومع ذلك لا يوجد دليل معتبر لإثبات حتى هذا الافتراض


إذن لماذا يدعي الكثيرون أنهم وجدوا فوائد علاجية مذهلة من تناول منتجات جم همبل؟

الجواب ببساطة هو العامل النفسي المسمى البلاسيبو ولكي تعرف مدى فاعلية هذا العامل ما عليك سوى الالمام البسيط  فقط بكيفية صناعة الأدوية، حيث تقوم كل التجارب السريرية لإثبات فاعلية أي دواء على تقسيم المتطوعين إلى فئتين، فئة تتناول دون علمها العلاج الفعلي الذي تهدف التجربة إلى إثبات فاعليته، وفئة أخرى تتناول ودون علمها أيضا علاجا وهميا كاذبا، كأن يكون عبارة عن كبسولات من النشأ، وفي الغالبية العظمى من هذه التجارب يلاحظ أن الأشخاص الذين يتعاطون الدواء الكاذب تحدث لديهم ردود فعل متعلقة بطبيعة المرض الذي يتم إجراء تجربة الدواء له، بل أن بعضهم تظهر لديهم عوارض جانبية مختلفة، وفي العام الماضي الغت إحدى الشركات الأمريكية الكبرى اختباراتها على أوميغا 3 (زيت السمك) بعد أن تبين بأن فئة العلاج الوهمي أبدوا تحسنا ملحوظا جدا بنسبة قاربت تماما نسبة أولئك الذين تعاطوا زيت السمك الفعلي!! بحيث لا يمكن الخروج باية نتائج من هذه التجربة.
عامل آخر هو التربح المادي ولو على حساب صحة الناس وتضليلهم بمدعيات زائفة، وبهذا يمكن تفسير لماذا يروج بعض المحسوبين على مهنة الطب مكملات ومواد لم تثبت عليها أية ادلة حقيقية تبين فاعليتها ونجاعته.

ما الضير في تجربتها فربما يكون لدي نفس العامل النفسي واتشافى من كورونا أو غيره؟

الضير هو أن هذه المواد مصنفة كمواد سامة، بل شديدة السمية بجرعات حتى وإن كانت قليلة نسبيا. وابرز مشاكلها هو تلف الكلى والكبد وتمزق جدار المعدة والقولون و حدوث اختلالات عديدة داخل الجسم، كما ان جرعة بسيطة ( 1 غرام)  منها تسبب الغثيان والقيء والدوار والإسهال. وقد حذرت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2010 من خطورة استخدامها، بعد تقارير عن حدوث وفيات لأشخاص تنالوها، فضلا عن انها لا تعالج فيروس كورونا وهو فيروس يصيب الجهاز التنفسي، ولا تستند معالجة كهذه إلى اي اثبات علمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما