
ما الذي يجري في الشارع العراقي مع قرب الانتخابات البرلمانية ؟ أرى أن هناك دعاية انتخابية مبكرة، وأيضا هناك تسقيط سياسي بين الأحزاب ، كما ان الساحة السياسية تشهد تناحرات ومهاترات وتشهيرا بين الأحزاب من جهة، وبين المرشحين انفسهم من جهة اخرى. وقبل الدخول في تفاصيل ما ذكرنا أعلاه ، نقول ان هناك عدم وضوح من قبل الكتل السياسية ذاتها ، ففي الوقت الذي قاطع نواب التحالف الكردستاني جلسات البرلمان مهددين بالانسحاب من العملية السياسية برمتها بعد ان تم التصويت على موازنة 2018 دون الاخذ بمطالب الكرد ، نراهم في جلسة امس الأول الاثنين وقد دخلوا جميعهم ليتخذوا أماكنهم تحت قبة البرلمان حتى اصبح عدد الحاضرين نحو 220 نائبا وهو رقم لم يتحقق حتى في جلسة التصويت على الموازنة! نقول ... برغم ان مفوضية الانتخابات حددت الحادي عشر من الشهر المقبل موعدا لبدء الدعاية الانتخابية للمرشحين ، إلا ان المتابع للاحداث يلمس بشكل واضح ان المرشحين وقبلهم الكتل السياسية بدأت بدعاية انتخابية مبكرة، وذلك من خلال زياراتهم الى هذه المحافظة او تلك، وعقد اللقاءات مع شيوخ العشائر في هذه المحافظة أو تلك البلدة، وهم يدعون الى انتخابهم بشكل غير مباشر ، أو حتى بشكل علني ومباشر حينما نسمع رئيس كتلة سياسية يقول ان نحو 90%من مرشحي كتلته هم من الوجوه الجديدة الشابة! واذا ما قال البعض ان الدعاية الانتخابية الحقيقية هي حينما يتم نشر صور المرشحين في الشارع العراقي ، نقول ان احد المرشجين فعل ذلك ونشر صورته ورقم هاتفه، مع ذكر انه سيترافع عن المظلومين "مجانا" ، رغم ان هذا المرشح والذي هو نائب حالي سبق وان وزع سندات قطع أراض خلال الانتخابات الماضية ليتم بعد ذلك اكتشاف ان تلك الأراضي التي وزعت سنداتها على مساكين الله لا وجود لها!. واذا ما اردنا التحدث عن التناحرات والمهاترات وأساليب التشهير الرخيصة ، فيمكننا ان نشير الى برلماني حالي رشح مع كتلة سياسية معينة، إلا ان هذه الكتلة ولسبب ما شطبت اسمه ، حينها راح هذا النائب الحالي والمرشح للانتخابات المقبلة يشن هجوما عنيفا على رئيس الكتلة واصفا إياه بالمخرف، وهو وصف لا يمكن ان يتفوه به انسان عادي، وليس برلمانيا يفترض به ان يكون قدوة للمجتمع . هذه المشاحنات والتناحرات بين الكتل السياسية وبين المرشحين، ونتيجة عدم تحقيق ولو جزءا بسيطا من وعود المرشحين لناخبيهم ربما ستكون سببا بارزا في عزوف الناخبين عن التوجه لصناديق الاقتراع، خاصة ان وجوه المرشحين هي ذاتها منذ اول انتخابات في العام 2004 ، اذ رغم مرور نحو 14 عاما الا ان المواطن العراقي أصابه اليأس من الواقع المرير الذي يعيشه حيث انعدمت الخدمات وقلت فرص العمل، وازدادت البطالة حتى بين خريجي الكليات الهندسية والعلمية ، لا بل ان بعض الجهات الخدمية راحت تحارب حتى أصحاب البسطيات بحجة المحافظة على وجه بغداد الحضاري، رغم ان بغداد تحتل ذيل قائمة أسوأ دول العالم من حيث الخدمات ومستوى المعيشة. وبعد... ربما يتساءل البعض: هل ستكون هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها ؟ الجواب يمكن ان ألمسه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تشير الى ان لا شيء جديدا ، نفس الوجوه التي اعتدناها منذ اكثر من عشر سنوات ، وربما سيزيد ذلك من عزوف الناخبين عن التوجه الى صناديق الاقتراع!.
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق