(حسين عمران)
هل من الممكن ان يكون نحو 40 نائبا سببا في تعطيل إقرار موازنة 2018 من قبل البرلمان الذي ينتظر الولادة العسيرة للموازنة منذ نحو شهرين ؟
احد الزملاء سألني السؤال أعلاه ... ابتسمت وهززت كفي مستهزئا!
ارتسمت الحيرة على وجه زميلي وهو يسألني ثانية ... ما بك اراك ساخرا من سؤالي ؟
مرة أخرى ابتسمت وانا اسأله هذه المرة قائلا : ألم تسمع بالتوافق السياسي ؟
صمت زميلي ليقول: وما علاقة سؤالي بتوافقك السياسي هذا ؟
قلت: صحيح ان عدد أعضاء البرلمان يبلغ 325 نائبا وبإمكان تمرير الموازنة اذا ما استثنينا هؤلاء الـ 40 نائبا المعترضين على الموازنة ، ولكن ماذا عن التوافق السياسي؟ او لأقل ماذا عن "الشراكة " ؟
وحينما رأيت ان زميلي لم يزل صامتا ولا يعرف بماذا يجيب... قلت :
ان الأربعين نائبا الذين تتحدث عنهم والذين يعرقلون تمرير الموازنة هم من كتلة سياسية واحدة هي (التحالف الكردستاني) حيث تم في موزانة 2018 تخفيض نسبة إقليم كردستان من الموازنة الى نحو 12% بدلا من الـ 17% كما هو الحال في كل موزانة، هذا التخفيض لم يوافق عليه أعضاء التحالف الكردستاني الذين قاطعوا جلسات البرلمان كلما عرفوا ان الجلسة ستتم خلالها مناقشة الموازنة ، وبما ان العملية السياسية ومنذ العام 2003 تسير "عرجاء"، عفوا تسير وفق مبدأ الشراكة والتوافق السياسي ، لذا فإن البرلمان يرى من الصعب (وليس مستحيلا) تمرير الموزانة بدون تحقيق التوافق بين الكتل السياسية، ومن هذا المبدأ نرى ان الموازنة ما زالت تنتظر ولادتها دون جدوى!
والحل، سألني زميلي، مضيفا: هل ستبقى الموازنة معلقة ما لم يتحقق التوافق السياسي؟.
قلت على استحياء: هناك بعض الكتل التي ترغب بتمرير الموازنة دون "توافق" التحالف الكردستاني ، اذ صرح بعض النواب الى انهم سيضطرون الى التصويت على الموازنة حتى ولو لم يحضر نواب التحالف الكردستاني جلسة التصويت ، حيث انهم ما زالوا مصرين على مقاطعة جلسات البرلمان ما لم يتم تعديل نسبة إقليم كردستان واعادتها الى 17% !!
سألني زميلي ساخرا : كم عدد افراد عائلتك ؟
صمتُ قليلا لأفسر في ذهني سبب سؤاله هذا، وحينما لم اجد تفسيرا سمعت زميلي يكرر سؤاله : كم عدد افراد عائلتك ؟
قلت مندهشا : ستة افراد ، لكن لماذا ؟
لم اسمع جوابا من زميلي بل سؤالا اخر : هل في كل شؤون بيتكم وفي كل صغيرة وكبيرة تحدث في البيت، هل في كل ما يحدث في بيتكم يتحقق "التوافق" بينكم ؟
استغربت من السؤال أولا وزاد، استغرابي من الجواب ثانيا، إلا اني تمكنت من الربط بين السؤال والجواب ،وقبل ان اتحدث سمعت زميلي يقول سائلا:
كيف تريد ان يتحقق " التوافق " بين 325 نائبا ينتمون الى كتل سياسية مختلفة ، وانت لا تستطيع تحقيق " التوافق " بين ستة افراد، هم كل عائلتك؟
غادرني زميلي، لكني لم اغادر همساتي إلّا متسائلا : هل سيتحقق " التوافق " بين الكتل السياسية في جلسة البرلمان لهذا اليوم الأربعاء ؟ ام ستبقى الموازنة معلقة الى ما بعد الانتخابات في آيار المقبل؟
سؤال صعب ، وربما الإجابة عليه اصعب!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق